مسرحية ويكد، التحفة الموسيقية التي وُلدت على مسارح برودواي قبل أكثر من عقدين، تصل أخيراً إلى الرياض لتُعرض لأول مرة في الشرق الأوسط، على مسرح مركز الملك فهد الثقافي ما بين 3 و20 ديسمبر 2025.
هذا العمل الذي تجاوزت شهرته حدود المسرح، ليصبح ظاهرة ثقافية عالمية، يُقدَّم اليوم لجمهور جديد في قلب السعودية.
القصة التي تعيد كتابة الأسطورة
تحكي مسرحية ويكد حكاية شابتين ساحرتين: إلفابا الخضراء البشرة، وغليندا الشقراء الجميلة. تبدأ علاقتهما بالتنافر والعداء، لكن سرعان ما تنشأ بينهما صداقة عميقة قبل أن يتحول مسارهما إلى صراع أبدي. من خلال هذه العلاقة، يكشف العمل الجانب غير المروي من أرض أوز، حيث نكتشف كيف أصبحت إلفابا “الساحرة الشريرة” وكيف تحوّلت غليندا إلى “الساحرة الطيبة”. إنها حكاية عن الهوية والاختلاف والقدر، تُروى عبر موسيقى آسرة وأداء حي مبهر.
من الرواية إلى المسرح والسينما
مسرحية ويكد مأخوذة عن رواية الكاتب الأمريكي غريغوري ماكغواير Wicked: The Life and Times of the Wicked Witch of the West الصادرة عام 1995، التي قدّمت قراءة مختلفة لعالم “ساحر أوز” الكلاسيكي. الرواية حوّلها ستيفن شوارتز إلى موسيقى وكلمات، فيما كتبت ويني هولزمان النص المسرحي. وقد حققت المسرحية منذ انطلاقتها عام 2003 على برودواي نجاحاً مذهلاً، لتصبح واحدة من أطول العروض المسرحية عرضاً في التاريخ.
مسرحية ويكد: من برودواي إلى هوليوود
كما هو الحال مع أعمال موسيقية كبرى مثل The Sound of Music و Chicago و Les Misérables ، كان لا بد أن تتحول مسرحية ويكد إلى فيلم سينمائي. المخرج جون إم. تشو ، المعروف بأفلام Crazy Rich Asians و In the Heights ، يتولى إخراج النسخة الجديدة التي ستُعرض في نوفمبر 2025، من بطولة سينثيا إريفو بدور إلفابا و أريانا غراندي بدور غليندا، مع جزء ثانٍ مقرر عرضه في العام التالي. الفيلم سيحافظ على روح المسرحية، لكنه يفتح الكاميرا على عوالم أكبر مثل مدينة الزمرد وجامعة شِز ومملكة الحيوانات، مقدماً تجربة سينمائية تكمل ما بدأ على الخشبة.
ومنذ انطلاقها، أصبحت مسرحية ويكد جزءاً من ذاكرة المسرح العالمي، حيث عُرضت في أكثر من 100 مدينة وتُرجمت إلى ست لغات، وحققت مبيعات تجاوزت 5 مليارات دولار. وقد ارتبط اسمها بنجوم كبار مثل إدينا مينزل و كريستين تشينويث في الأدوار الأصلية على برودواي، ولا تزال تُعرض هناك حتى اليوم لتبقى رابع أطول عرض مسرحي في
تجربة فنية لا تُفوّت
استضافة مسرحية ويكد من قبل الهيئة الملكية لمدينة الرياض تمثل أكثر من مجرد إضافة إلى روزنامة الفعاليات الفنية، فهي تعكس موقع المملكة الجديد على خريطة الثقافة العالمية.
أن يصل واحد من أهم عروض برودواي إلى قلب السعودية يعني أن الجمهور المحلي بات أمام فرص حقيقية لتجربة فنون كانت محصورة لعقود في نيويورك أو لندن. العرض يرسّخ صورة الرياض كمدينة قادرة على استقطاب الإنتاجات الكبرى، ويمنح الجمهور السعودي والعربي مساحة للانفتاح على تجارب مسرحية عالمية حية، تُعيد تعريف الترفيه بوصفه أداة للتلاقي الثقافي وإثراء الذائقة الفنية.
إنها فرصة لمشاهدة العمل الذي ألهم أجيالاً من محبي المسرح، والذي سيستمر بإلهام عشاقه عبر الشاشة الكبيرة قريباً.
3 – 20 ديسمبر 2025،مركز الملك فهد الثقافي، للحجز: Wicked.platinumlist.net
تقرأون أيضاً: سيكس كينجز سلام 2025: ملوك التنس يعودون إلى الرياض
