هل التقيتم بأصدقائكم مؤخراً؟ بالتأكيد تخلل اللقاء حديث عن الحميات الغذائية! سواء كانت كيتو أم صيام متقطع أو الحمية المتوسطية أو غيرها، هنالك بالتأكيد أحد أصدقائكم يتبع حمية غذائية.
نجحت حمية الصوم المتقطع في أن تكون إحدى أهم الصيحات الحالية في عالم الحميات الغذائية، إنّها في كلّ مكان على صفحات التواصل الاجتماعي، مع أسماء عالمية مثل جيزيل بوندشين وهيو جاكمان ونيكول كيدمان اعترفت باتباعها. لمعرفة المزيد عن هذه الحمية، تحدثنا مع مجموعة من خبراء التغذية.
16:8، 5:2 أو شيء آخر؟
يدور مبدأ حمية الصيام المتقطع كما يدلّ اسمها على الصوم، لكن بأوقات وأيام متفاوتة. هنالك مجموعة من الخيارات، أكثرها شعبية هي حمية 16:8، أي الصيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام ضمن فترة 8 ساعات، أمّا حمية 5:2 فهي أسهل نوعاً ما، والتي تعني اتباع حمية يومين كلّ أسبوع، في حين أصعب نوع من حميات الصيام المتقطع، هو الصيام لمدة 24 ساعة كلّ يومين. لكن ما فائدة كلّ من هذه الحميات على صحتكم؟ تقول د. رنا موصلي الأستاذ المشارك ورئيسة قسم التغذية الإكلينيكية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، إنّه عند تطبيق حمية الصيام المتقطع بشكلٍ صحيح، فإنها ستساعد في خسارة الوزن والدهون الزائدة في الجسم، وستحسن من مستويات السكر في الدم والكوليسترول. تقول د. رنا: “وجدت الدراسات أنّ حمية الصيام المتقطع لديها آثار مفيدة على وزن الجسم وتركيبة الجسم وعلى مخاطر الأمراض المزمنة وغيرها”، وتضيف قائلة: “هنالك بعض الدلائل التي تشير إلى أنّ حمية الصيام المتقطع تحسّن من مستويات السكر في الدم والكوليسترول، كما وجدت بعض الدراسات أنّها تحسن من وظيفة الكبد وصحته. أعتقد أنّه سيكون هنالك العديد من الدراسات في المستقبل حول حمية الصيام المتقطع وفوائدها”.
ليس الصيام هو الأساس فقط
ككل الحميات الغذائية، لن تحصلوا على أي فائدة تذكر إن كنتم ستتناولون الحلوى بين الحين والآخر أو تنتظرون فترة السماح لتناول ما لذّ وطاب من المأكولات. لحسن الحظ تضم الرياض مجموعة رائعة من المطاعم الصحية التي تقدّم تشكيلة رائعة من أشهى الأطباق الخالية من أي إحساس بالذنب، كما تتألق بأشكالٍ جميلة يحلو التقاط صورها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأيضاً هنالك تطبيقات لتوصيل الطعام مثل زيرو فاتي التي تضمن لكم الاستمتاع بوجبات لذيذة من دون أي جهد.
وبينما ننتظر بكامل الترقب افتتاح الشيف الشهيرة سوزي ماسيتي لمطعم إتسي، والحصول على فرصة للتلذذ بطبق الدجاج الذي تشتهر به مع الخضار وصلصة زيت الزيتون مع الأعشاب. نتحدث معها عن حمية الصيام المتقطع. تقول الشيف: “إني شخصياً من داعمي حمية الصيام المتقطع”. وتضيف قائلة:
“عندما أتبعها، أحاول تناول وجبة واحدة في اليوم، وأحرص أن تكون متوازنة ومتكاملة قدر الإمكان ومليئة بجميع المكونات الغذائية التي يحتاجها الجسم”.
من دون شك، تعتمد حاجتكم الغذائية على العمر والوزن والصحة، ولكن د. رنا موصلي والشيف سوزي ماسيتي تتفقان على تناول وجبات صحية في فترة تناول الطعام وكسر الصيام. تقترح د. موصلي: “يجب اتباع نظام غذائي يحتوي على مصادر كافية من البروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة والدهون الصحية ومجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات. كما أنّ الترطيب شيء أساسي، لذلك أنصح بشرب الكثير من المياه”.
التدرّب بذكاء
إن كنتم تتبعون حمية الصيام المتقطع وتهتمون بلياقتكم البدنية، فمن الواضح أنكم تعتنون بصحتكم. لكن ماذا يقول الخبراء عن الصيام وممارسة الرياضة؟
يقول جاستن هوليداي، وهو مدرب شخصي في نادي 24 الراقي في الرياض: “التغذية الجيدة يجب أن يرافقها التمرين والرياضة للوصول إلى أفضل النتائج”. ويضيف قائلاً: “من المهم التدرّب بذكاء خلال فترة الصيام. عليكم الأخذ بعين الاعتبار أوقات ممارسة الرياضة وبدء الصيام وما هو الطعام الذي عليكم تناوله عند كسر الصيام. ننصح دائماً بالحصول على استشارة من الخبراء في هذا المجال لضمان حصولكم على أفضل النتائج وتحقيق أهدافكم”.
يشير جاستن إلى أنّه بإمكانكم تحسين لياقتكم البدنية وصحتكم قبل أن تجربوا اتباع حمية الصيام المتقطع، وبرأيه أنّ الحمية قد تكون غير مفيدة في بعض الحالات.
يشرح جاستن: “يُقاس نجاح بروتوكول التدريب إلى الأهداف الموضوعة والخطة المتبعة. إن كنتم تمارسون الرياضة في النهار وهدفكم هو زيارة كتلة العضلات، عليكم تناول البروتين بعد التدريب”.
ويضيف قائلاً: “في حال عدم تناولكم الطعام بعد التدريب، قد يكون لجسمكم ردة فعل على هذا. ولن يساعدكم هذا الأمر في الوصول إلى أهدافكم على النحو الأمثل كما هو الحال عند اتباع خطة التغذية المتوازنة”.
لذلك قبل اتباع هذه الحمية، عليكم معرفة إن كانت الخيار المناسب لكم، واحرصوا على استشارة خبير أو طبيب تغذية في حال لديكم أي أسئلة أو استفسارات.