في مدينة تُعرف بحيويتها وتنوعها الثقافي، تحتل مكتبات الرياض مكانة مرموقة كمنارات للعلم والمعرفة، تجمع بين عراقة الإرث وابتكار الحاضر. لا تقتصر هذه المكتبات على رفوف الكتب فقط، بل تقدّم بيئات متكاملة للقراءة، البحث، والنشاط الثقافي، لتكون ملاذاً للطلاب، والباحثين، ومحبي الأدب والفكر.
وتتنوع هذه الصروح في العاصمة وتقدم لكم كتباً معرفية وثقافية وعلمية منوعة.
أبرز مكتبات الرياض
مكتبة الملك فهد الوطنية
تتربع مكتبة الملك فهد الوطنية كواحدة من أبرز المعالم الثقافية ومكتبات الرياض في المملكة، وهي صرح معرفي شامخ يُضيء قلب العاصمة، ليس فقط بتصميمها المعماري الفريد على طريق الملك فهد في حي العليا، بل أيضاً بما تحتضنه من كنوز معرفية وخدمات متخصصة.
تمتد المكتبة على مساحة تقارب 87,000 متر مربع، لتكون أكثر من مجرد مبنى، بل مركزاً حيوياً للعلم والتاريخ والفكر.
بدأت كمكتبة عامة ثم تطورت لتصبح المكتبة الوطنية للمملكة، تضطلع بمهمة حفظ وتوثيق الإنتاج الفكري المحلي، وتنظيمه وإتاحته للباحثين والمهتمين.
وتضم المكتبة ما يزيد عن 2.5 مليون مصدر معرفي، تتنوع بين الكتب، والمخطوطات، والرسائل الجامعية، والأشرطة السمعية والبصرية. وتستقبل سنوياً ما يقارب 100 ألف زائر من الطلاب والباحثين والمهتمين.
كما تمتلك مكتبة الملك فهد الوطنية مجموعة هائلة من المخطوطات وكتب التراث والمصورات النادرة والمطبوعات والوثائق المنتقاة، إلى جانب الأرشيف الوطني للصور الفوتوغرافية. هنالك أكثر من 6 آلاف مخطوطة أصلية ونادرة، مفهرسة ومنظمة بشكل ممتاز.
وتوفر المكتبة بيئة مثالية للقراءة والبحث، بفضل أماكن الجلوس الهادئة ومكائن المشروبات المنتشرة، كما يضم الطابق الثالث مقهى أنيق يمكن للزوار الاستراحة فيه. وعلى المسرح الداخلي الذي يسع 400 مقعد، تُقام فعاليات ثقافية وندوات فكرية دورية.
إلى جانب كونها مركزاً للقراءة، تضم المكتبة حديقة خارجية حيث يمكن للزوار الاسترخاء فيها وتناول وجبات شهية، لتصبح تجربة الزيارة متكاملة تجمع بين المعرفة والاسترخاء.
من الأحد إلى الخميس، من 8 صباحاً – 10 مساءً، الجمعة والسبت، من 1 ظهراً – 8 مساءً، طريق الملك فهد، الرياض، kfnlgov
مكتبة الملك عبد العزيز العامة
أسّسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز عام 1985 كمؤسسة خيرية تُعنى بالكتاب واحتياجات القرّاء، لتصبح اليوم واحدة من أبرز المكتبات العربية الحديثة، بتجهيزات متطورة ومصادر متنوعة تخدم الباحثين والمهتمين من جميع الفئات.
توفر المكتبة بيئة مثالية لعشاق الكتب، مع مكتبات متخصصة للمرأة والطفل، وفروع تمتد داخل وخارج المملكة، منها فرع في المغرب وآخر في الصين. كما تولي اهتماماً كبيراً بتوثيق تاريخ المملكة، وإحياء التراث العربي والإسلامي مما يجعلها من أفضل مكتبات الرياض.
تحتضن المكتبة فعاليات ثقافية مميزة، وتدعم التأليف، الترجمة، والنشر، إضافة إلى مشاريع وطنية كبرى مثل: الفهرس العربي الموحد، والمكتبة الرقمية العربية، وجوائز عالمية في الترجمة والتعاون الثقافي.
فروعها في طريق مكة، حي المربع، الظهيرة، +966 11 405 0188 ، من 8 صباحاً- 8 مساءً، kaplibrary
المكتبة المركزية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن
تُعد مكتبة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن واحدة من أكبر وأجمل المكتبات الأكاديمية في المملكة، وواحدة من أبرز مكتبات الرياض. تقع ضمن الحرم الجامعي لأكبر جامعة نسائية في العالم وأكبر مكتبات الرياض، وتُعد المكتبة الأكبر بين كليات الجامعة.
تفتح المكتبة أبوابها للأكاديميين والباحثين، وتحتضن أرشيفاً غنياً بمصادر المعرفة، مما يجعلها وجهة مثالية لكل من يسعى إلى التعلّم والاطلاع، سواء من الطلاب أو الزوار المهتمين بالكتب والمراجع العلمية.
يمكن الوصول إلى المكتبة بسهولة عبر محطة A9، وهي تقع بجوار عمادة شؤون الطالبات داخل الجامعة، وهي من أهم مكتبات الرياض أيضاً.
من الأحد إلى الخميس، من 8 صباحاً – 8 مساءً (للنساء فقط)، يوم السبت من 11 صباحاً – 5 مساءً (للرجال والنساء)، طريق المطار، الرياض، PNU_KSA
قد يهمكم: المقاهي الثقافية في الرياض.. 5 وجهات تستحق الزيارة!
المكتبة التراثية
من بين أجمل مكتبات الرياض التي يمكنكم التوجه إليها للحصول على الكتب التي ترغبون بها، هي المكتبة التراثية. تضم هذه المكتبة أعداداً هائلة من الكتب والمنشورات التي تثير اهتمام العديد من محبي القراءة والمطالعة. ولا تقتصر الكتب فيها على نوع واحد أو موضوع واحد فحسب، إنما تشمل مواضيع مختلفة من الأدب إلى العلم والشعر والطب والتاريخ وغيرها.
تعتبر هذه المكتبة واحدة من أبرز المكتبات في العاصمة التي تستقطب الزوار على مدار الساعة، فهي لا تقدّم الكتب فحسب، إنما تسعى إلى نشر الوعي حولها من خلال الفعاليات والنشاطات المستمرة التي تنظّمها، وهذا ما يزيد من قيمتها الثقافية والأدبية وما يمنحها بعداً ثقافياً مميزاً.
يومياً من 4 عصراً – 11 مساءً، طريق الملك عبدالله، شارع الملك سلمان، الرياض، @المكتبة_التراثية
