يتربّع مشروع بوابة الدرعية على قائمة أهم المشاريع الحالية في المملكة. إليكم كلّ ما عليكم معرفته عنه.
ما هو مشروع بوابة الدرعية؟
هو أكبر مشروع تراثي وثقافي بالعالم لجعل الدرعية واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية والتعليمية والترفيهية في المنطقة والعالم. يشرف عليه هيئة تطوير بوابة الدرعية وتبلغ تكلفته 75 مليار ريال سعودي.
يشمل المشروع مجمّعات سكنية تستوعب حتّى 100 ألف شخص، ويهدف إلى جذب 25 مليون زائر سنوياً. يضم الكثير من المتاحف والفنادق والمتاجر والمطاعم، ليكون وجهة عالمية للثقافة والاسترخاء والتسوّق والضيافة.
يعدّ مشروع بوابة الدرعية من أهم المشاريع في المملكة ويأتي ضمن طموحات وتطلعات رؤية السعودية 2030، تم تدشينه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ووضعه من قبل مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتحقيق نقلة نوعية في مساهمة القطاعات غير النفطية في الاقتصاد الوطني، والارتقاء بالقطاعات السياحية والترفيهية وتطوير المواقع التراثية، وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية ومجتمعية منها.
يلتزم المشروع بالحفاظ على التراث واحتضان الحداثة والعصرية، لتأهيل وتطوير الدرعية التاريخية “العاصمة الأولى للدولة السعودية ” ، لتكون مركزاً تاريخياً حيّاً ومدينة عصرية مع الحفاظ على طابعها الخاص. وهذا يتضمن حفظ وترميم حي الطريف التاريخي، المدرج ضمن قائمة اليونسكو للمواقع التراثية العالمية.
تقع الدرعية التاريخية على أطراف الرياض، على بعد 15 دقيقة بالسيارة من مركز المدينة، أي تتميز بموقعٍ مثالي للزوار والسكان والسياح على حدٍ سواء.
من أين تنبع أهمية هذا المشروع؟
بالمختصر، يهدف المشروع إلى وضع الرياض على خارطة السياحة العالمية، إذ تعد بوابة الدرعية فرصة هائلة لتغيير الأفكار المسبقة عن السعودية ولتعزيز مكانة الرياض كوجهة عصرية وغنية بالثقافة والفنون والتراث. حيث ما تزال السياحة العالمية فتيّة في المملكة، إذ لم يمض أكثر من عامين على إطلاق التأشيرات السياحية فيها. يرى القائمون على المشروع أنّ بوابة السعودية ستعزز الاقتصاد الوطني وستساهم في نمو الحجم السكاني للمدينة.
كما سيساهم المشروع في تحسين نوعية الحياة لمجتمع وسكان الدرعية، إذ لا تقتصر أهداف مشروع بوابة الدرعية على جذب الزوار الإقليميين والعالميين، بل أيضاً على جعل المنطقة وجهة للمحليين، سواء لسكان الدرعية أو لمن ينتقل للعيش فيها. وتتضمن المرافق مساجد وجامعات ومراكز تسوق ومنازل سكنية، كما سيخلق المشروع أكثر من 55 ألف فرصة عمل، مع تركيز كبير على توظيف الإناث.
ما الذي يمكن توقعه من زيارة بوابة الدرعية؟
يعد مشروع بوابة الدرعية زواره بتجربة فريدة من نوعها، بفضل مزيجه الاستثنائي من التاريخ والحداثة. سيضم العديد من المشاريع الترفيهية والمنشآت الفنية والثقافية إلى جانب المئات من المتاجر والمطاعم والمقاهي وأكثر من 20 فندقاً، كما سيستضيف مختلف الفعاليات الفنية والثقافية من مختلف أنحاء العالم. مع كلّ هذا ستشكّل الدرعية وجبة فاخرة بكلّ تفاصيلها مع الحفاظ على أصولها وتاريخها العريق.
يجمع مشروع بوابة الدرعية بين الحياة النجدية التقليدية وأساليب ووسائل الترفيه والراحة الحديثة، وسيضم العديد من المراكز الفنية التي تسلّط الضوء على الفن السعودي والفنانين المعاصرين، إلى جانب عددٍ من المتاحف، منها أكبر متحف إسلامي في العالم، بالإضافة إلى المراكز الثقافية والمساحات الترفيهية والجامعات.
ويشمل المشروع أيضاً افتتاح ممشى خارجي بطول 3 كيلومترات بجانب وادي حنيفة التاريخي . سيكون باستطاعة الزوار التنزّه بين أرجاء حي الطريف التاريخي، الذي يقع في قلب الدرعية والذي كان مغلقاً أمام الجمهور منذ تسجيله في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 2010.
كما ستستضيف الدرعية مهرجانات متنوعة ضمن مساحات تتسع لأكثر من 15 ألف شخص، كما سيتم افتتاح حلبة سباق لسيارات فورمولا-إي الكهربائية.
متى يمكن زيارة بوابة الدرعية؟
نظراً لضخامة هذا المشروع من المتوقع أن يتم افتتاحه على مراحل. وكان جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية قد أكّد أنّه رغم تداعيات الجائحة العالمية، إلا أنّ المرحلة الأولى من المشروع تسير وفق المخطط.
تتضمن المرحلة الأولى تطوير وتنمية منطقة البجيري وسيتم افتتاحها أمام الجمهور في الربع الأول من عام 2022. وستتضمن 19 مطعماً وعدة منتزهات ومسارات للدراجات وأخرى لركوب الخيل، إلى جانب فندق سمحان التراثي الذي يتكون من 142 غرفة بطابع تراثي نجدي.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن المرحلة الأولى إعادة تأهيل المنطقة المحيطة بوادي حنيفة، وافتتاح عدة مسارات للمشي ومناطق للتنزّه.
ويتم أيضاً حالياً بناء تسعة متاحف وتطوير البنى التحتية والطرقات والمرافق العامة ومحطات المترو. ومن المتوقع أن تستمر أعمال التطوير والإنشاءات حتّى عام 2030.