لا تنتظروا في فيلم إلفيس للمخرج باز لورمان الكثير من التفاصيل عن حياة الأسطورة إلفيس
من افتتاحيته المشوقة إلى نهايته التراجيدية الاحتفالية، لا يحاول الفيلم التعمّق في الماضي إلى حدٍ كبير، بل يعمل على تبديد الكآبة التي قد تكون موجودة في باقي الأفلام التي تتحدث عن قصة حياة هذا النجم الشهير.
يعيد فيلم إلفيس، النجم إلى الحياة بتخيل ما كان في عصره وما يعنيه في عصرنا الحالي. والأهم من هذا كله، يبتعد السيناريو (من تأليف سام برومل وجيريمي دونر وكريغ بيرس) عن التركيز عن علاقة إلفيس بمدير أعماله الكولونيل توم باركر، وهذه العلاقة التي تتحوّل إلى شيء سام واستغلالي وإجرامي.
يلعب دور إلفيس الممثل الرائع أوستن باتلر. والذي يؤدي دوراً مشابهاً لما قام به ليو في فيلم روميو وجولييت للمخرج باز لورمان، ويقدّم عرضاً فنياً فريداً من نوعه. عندما يؤدي باتلر فقرة الحفلة الغنائية الأولى لإلفيس، تشعرون كأنكم تشاهدون ولادة نجمين. يجعلكم باتلر تعيشون كلّ لحظة بلحظتها، بفضل لكنته المتقنة وهيئته الجسمانية بتغيراتها على مدى عقدين من الزمن.
بشكل مفاجئ، توم هانكس بدور توم باركر، كان الحلقة الأضعف في الفيلم. لكنة غريبة وقطعة مطاطية في فمه، جعلت من شخصيته أشبه بشخصيات أفلام الرسوم المتحركة الشريرة. الفيلم كان يحتاج إلى شخصية شريرة بالمطلق، واختيار هانكس يبدو غريباً إلى حدٍ ما.
لا يمكن الحكم على طرح الفيلم العام بالمتقن تماماً، لكنه مؤثر تماماً. يضع السيناريو باركر كالراوي الذي لا يمكن الاعتماد على صدق كلامه، ويحكي قصة إلفيس من وجهة نظره فقط. ففي ذهن الكولونيل، كان رجل الاستعراض ورجل الثلج، شريكين في عمل طويل مربح للغاية.
يظهر باز لورمان أسلوبه السينمائي الخاص بشكل كبير في الفيلم. إذ يبدو بشكل واضح اعتماده على رواية غاتسبي العظيم ولكن مع تعديلٍ مفعم بالحيوية، وظهور الكولونيل في بعض النواحي كشخصية غاتسبي. لكن هذا الفيلم هو من أفضل أعماله من دون شك، مع كل الحيل والتقنيات الرائعة التي استخدمها، وصولاً إلى موسيقى الفيلم التي تذكر بجذور إلفيس وتعلقه بموسيقى ذوي البشرة السمراء.
في النهاية، الفيلم ليس سيرة ذاتية أو فيلم رعب أو حكاية تحذيرية: إنه فيلم موسيقي، فيلم يعرض
موسيقى رائعة.