قطار الخليج العربي مشروع إقليمي ضخم يربط قطر بخمس دول مجاورة، وسيغير ملامح السفر السياحي في المستقبل القريب.
ومع اقتراب دول مجلس التعاون الخليجي من إطلاق التأشيرة السياحية الموحدة التي طال انتظارها، يترقب الجميع تقدم أعمال مشروع سكة حديد مجلس التعاون.
المشروع، الذي أُعلن عنه لأول مرة عام 2009، يهدف إلى ربط الدول الست الأعضاء في المجلس بشبكة سكك حديدية تمتد لمسافة 2,117 كيلومتراً.
وعند اكتماله، سيتمكّن المسافرون في قطر من التنقل بالقطار إلى البحرين، والكويت، وسلطنة عُمان، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن المتوقع أن تشكل هذه الشبكة وسيلة مثالية لاكتشاف المزيد من أنحاء المنطقة، مع خطط حالية لإتمام المشروع بحلول عام 2030.
في ما يلي نستعرض التقدم المحرز في كل دولة مشاركة في قطار الخليج العربي.
مسار قطار الخليج العربي
سيبدأ المسار المقترح لمشروع سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي من دولة الكويت، مروراً بمدينة الدمام في المملكة العربية السعودية.
ومن الدمام، سيتمكّن المسافر من الانتقال مباشرة إلى قطر عبر منفذ سلوى، وكذلك إلى البحرين.
كما سيمكن السفر بالقطار من السعودية إلى أبوظبي و العين في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن هناك يمكن متابعة الرحلة إلى دبي عبر شبكة الاتحاد للقطارات.
بعد ذلك، سيمتد خط السكة الحديدية من الإمارات جنوباً وصولاً إلى العاصمة العُمانية مسقط مروراً بمدينة صحار .
قطار الخليج العربي: البحرين
سيمتد قطار الخليج العربي إلى مملكة البحرين عبر مشروع جسر الملك حمد الذي سيربطها بالمملكة العربية السعودية.
ومن المقرر أن تُقام محطة الملك حمد الدولية في منطقة الرملي بالبحرين، بحيث تتصل بمطار البحرين الدولي وبالمناطق التجارية والسكنية الأخرى في المملكة، وذلك عبر شبكة مترو البحرين المقترحة.
كما ستتصل المحطة بشبكة سكة حديد مجلس التعاون عبر محطة الدمام في المملكة العربية السعودية، على الضفة المقابلة من الخليج العربي، من خلال جسر بحري مخصص للقطارات.
وسيبلغ طول الجسر نحو 25 كيلومتراً، وسيتكوّن من مسارين مخصصين للسكك الحديدية.
قطار الخليج العربي: الكويت
ستشكّل دولة الكويت القسم الشمالي من شبكة سكة حديد مجلس التعاون الخليجي.
وستقام المحطة المركزية الرئيسية في منطقة الشدادية، التي تقع على بُعد نحو 25 كيلومتراً جنوب غرب وسط مدينة الكويت، لتكون نقطة الانطلاق لخط سكة حديد يبلغ طوله 111 كيلومتراً.
وفي مطلع عام 2025، وقّعت شركة برويابو إنجينيرينغ آند كونسالتنغ التركية عقداً لتقديم خدمات الاستشارات للمرحلة الأولى من المشروع.
وسيمتد خط السكك الحديدية على طول الساحل الكويتي، مع تصميم يتيح لقطارات الركاب الوصول إلى سرعات تصل حتى 200 كيلومتر في الساعة.
تقرأون أيضاً: قطار حلم الصحراء: وسيلة نقل جديدة من فئة خمس نجوم في السعودية
قطار الخليج العربي: سلطنة عُمان
تعمل سلطنة عُمان بشكل وثيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة على تطوير شبكة السكك الحديدية منذ عام 2022.
وفي عام 2024، أطلقت شركة عُمان للقطارات بالتعاون مع شركة الاتحاد للقطارات مشروع “قطار حفيت”، الذي سيربط العاصمة الإماراتية أبوظبي بمدينة صحار في سلطنة عُمان.
يمتد خط قطار حفيت لمسافة 303 كيلومترات، وتصل سرعته إلى 200 كيلومتر في الساعة، مما سيسهم في ربط سلطنة عُمان بالشبكة الإقليمية الأوسع.
ومن المقرر أن يخدم هذا الخط أكثر من 12 محطة ركاب ومدينة في كل من الإمارات وسلطنة عُمان.
قطار الخليج العربي: قطر
في يوليو 2025، وافق مجلس الوزراء القطري على مسودة اتفاق عام لربط دول مجلس التعاون الخليجي من خلال مشروع موحّد للسكك الحديدية.
سيمتد الخط من قطر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عبر أبوظبي، ليصل في نهايته إلى مسقط في سلطنة عُمان.
كما سيُنشأ جسر بحري مخصص للقطارات لربط قطر بمدينة الدمام في المملكة العربية السعودية.
ومن المخطط أن يتكامل المشروع مع شبكة مترو الدوحة وترام لوسيل، لتعزيز سهولة التنقل وربط مختلف وسائل النقل في الدولة.
قطار الخليج العربي: السعودية
تتمتع المملكة العربية السعودية بشبكة سكك حديدية وطنية قائمة، وتُعد محوراً رئيسياً في ربط دول الجوار ضمن شبكة سكة حديد مجلس التعاون.
ستكون مدينة الدمام نقطة الارتكاز للمشروع الإقليمي، إذ ستستقبل القطارات القادمة من الكويت شمالاً إلى هذه المدينة الساحلية.
ومن الدمام، سيُنشأ جسران بحريان يربطان السعودية بكل من قطر والبحرين. كما سيتمكن المسافرون من الانتقال بالقطارات من الدمام إلى الرياض وبقية مدن المملكة عبر الشبكة الوطنية.
قطار الخليج العربي: الإمارات
تعمل شبكة الاتحاد للقطارات في الإمارات حالياً كخدمة شحن، مع خطط لإطلاق خدمة نقل الركاب في عام 2026.
وتمتد الشبكة بطول 900 كيلومتر، وستربط 11 مدينة في مختلف إمارات الدولة السبع.
ستُقام أول محطة ركاب في سكمكم بمدينة الفجيرة، في قلب المدينة، ويمتد الخط من السلع غرباً إلى الفجيرة شرقاً، مروراً بـالرويس، والمرفأ، وأبوظبي، ودبي، والشارقة، والذيد، وصولاً إلى الفجيرة.
الكاتب: فيندلاي مير – مسؤول الأخبار – تايم أوت دبي
