انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من معرض صيف 2025 بصالة الأمير فيصل بن فهد للفنون، بتنظيم من معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان “مسك”، وتمتد من 27 يوليو إلى 25 سبتمبر 2025، بدخول مجاني ولا يلزم التسجيل المسبق للزوار.
يأتي هذا المعرض امتداداً لدعوة مفتوحة، حيث يشارك فيه 43 فناناً وفنانة من السعوديين والمقيمين، عبر تقديم أكثر من 50 عملاً فنياً متنوّعة الوسائط والأساليب والتعبيرات، تشمل الرسم، التصوير الفوتوغرافي، التركيبات، الفيديو آرت، والفنون التفاعلية متعددة الوسائط.
معرض صيف 2025: الهوية والذاكرة والتغير الاجتماعي
يركّز معرض صيف 2025 على استكشاف تشكّل الهويات الشخصية والعلاقات المشتركة مع الهويات الجماعية المتطوّرة، من خلال أعمال تستند إلى سرديات عائلية وقيم متوارثة وتجارب لغة محكية، وتتتبع تأثيرها عبر الزمن
تتناول الأعمال موضوعات مثل الذاكرة، الهجرة، التمازج الثقافي، والتكيّف، مع إعادة قراءة لحكمة الأجيال الأكبر سنًا بأساليب معاصرة. تستخدم البورتريهات، الطقوس والموروثات كأوعية للذاكرة الثقافية، فيما تعيد التركيبات متعددة الوسائط تشكيل التجربة الجمعية عبر الزمن، مظهرة عمقًا إنسانيًا يعكس الحس المشترك لكل فئات المجتمع.
وسائط وأساليب متعددة تكسر ثنائية التقليد والمعاصرة
View this post on Instagram
يشكّل معرض صيف 2025 تجربة سردية حيّة تنسج حوارًا بصريًا بين الأجيال، حيث تتقاطع فيه الأسئلة الكبرى مع التعبير الفني، وتنبثق من الأعمال المعروضة تساؤلات تأسيسية حول الهوية والذاكرة والمصير. من بين هذه التساؤلات: من نكون اليوم في ظل روابط زمنية قد لا تكون مرئية دائماً؟ وكيف يمكن أن نستدعي الحكمة المتوارثة لنُعيد من خلالها تصور المستقبل؟ كما يتطرق المعرض إلى دورنا الجمعي في كتابة تواريخ لم تُدوَّن بعد، وإلى الكيفية التي تشكّل بها اللغة المحكية بنية الهوية للأجيال الجديدة.
هذه الأسئلة لا تُطرَح كمجرد مفاهيم، بل تتجسّد عبر أعمال تأملية تنطلق من الذات نحو الجماعة، وتحمل في طياتها أبعاداً وطنية وأنثوية وعائلية. يتحول فيها الإرث المعنوي إلى نقطة ارتكاز للهوية الشخصية، وتصبح الذاكرة أداة لاستكشاف الذات عبر الزمن، بينما تتداخل الحكايات الخاصة مع التجربة الجمعية في سياق بصري معاصر يُعيد ترتيب العلاقة بين الماضي والحاضر.
طاقة فنية
ويقدّم معرض صيف 2025 تنوّعاً غنياً في الوسائط والأساليب، يكسر ثنائية “التقليد والمعاصرة”، ويمنح كل عمل فني طاقة سردية مستقلة. تتراوح الأعمال بين التمثيل الواقعي والتجريد الرمزي، وتستمد لغتها البصرية من تجارب فردية تتقاطع مع موضوعات مثل الهجرة، التهجين الثقافي، والانتماء. وتبرز التركيبات الرقمية والتقنيات الحديثة بوصفها أدوات لإعادة بناء الذاكرة الجماعية، ضمن سرد بصري تفاعلي يتيح للمتلقي الدخول في علاقة مباشرة مع المعنى.
أما اللغة، فتظهر كعنصر عضوي حيّ، يتطور ويتحوّل عبر الزمن، ويعكس الاندماج بين العائلات والثقافات. إنها ليست فقط وسيلة تواصل، بل حامل للهوية، يعيد ربط ما انقطع بين الأجيال، ويمنح الماضي حضورًا جديدًا داخل الحاضر.
وبهذا المزج بين اللغة والصورة، يقدّم المعرض تجربة فنية متعددة الطبقات، تُحاكي الوعي الجمعي، وتُلقي الضوء على إمكانيات التلاقي بين التجربة الشخصية والموروث الثقافي.
ويشارك في معرض صيف 2025 كل من؛ أحمد السالم ، أحمد صوفي ، أفنان المطيري ، أميرة البلوي ، إبراهيم الفصام ، بدر البلوي ، جنى ملائكة ، حسن الجاسم ، حسن سالم ، حمزة بكر، غادة الربيع ، دعاء الأشعري ، دنيا الشطيري ، روان الغفيلي ، ريما آل عبدالعزيز ، زاهية الردادي ، زينب أبوحسين ، زينب أنور ، سارة عيسى ، ساره يوسف ، سمرين سلطان ، سمية فلاته ، شماء السليم ، صديق واصل ، عبد الله الخريّف ، عبدالحميد البقشي ، عبدالرحمن البيشي ، عمر عاشور ، فاطمة الصفواني ، فاطمة العابد ، فواز البطاطي، كوكب، ماريا بخش، مبارك ماضي، مريم ناوي، مضاوي القويز، منى القصبي، نجد الشاوي، نيري كوكس، هتان الثواب، هيفاء القرناس، ياسر ثاني، ياسمين فكاك.
منصة للحوار والتبادل الثقافي
تمثل نسخة معرض صيف 2025 منصة لإعادة تمكين الفنانين، وتشيّد حواراً بين الأجيال من خلال الفن. وتأتي هذه الخطوة في سياق دوري لمعهد مسك للفنون لتؤكد أن المعرض يعزز من قدرات الفنانين المحليين ويمكّنهم من التعبير عن التغيرات المجتمعية بلغة بصرية متجددة انسجامًا مع رؤية المملكة 2030.
ويُعد هذا المعرض جزءاً من برامج دورية تطلقها معهد مسك للفنون لدعم الفنانين السعوديين والمقيمين من خلال المنح، الإقامات الفنية، المعارض، ورش العمل، والتوثيق الفني. ويسعى إلى بناء منظومة إبداعية متكاملة تسعى إلى تطوير المشهد الفني المحلي نحو منصة دولية، بما يتماشى مع أهداف التنمية الثقافية في المملكة
يقدم معرض صيف 2025 تجربة بصرية استثنائية، تجمع تحت سقف واحد حكمة الأجيال وفضاءات الإبداع الحديثة لتسبر تقاطعات الهوية والذاكرة والمكان، في خطوة تؤكد موقع الرياض كمركز ثقافي حيوي والفنون وسيلة للتواصل بين الماضي والمستقبل.
يستمر حتى 25 سبتمبر، صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون، الدخول مجاني، miskartinst@
قد يهمكم: صيف الزلال في الدرعية .. ترفيه للجميع