تخطو المملكة خطوة نوعية في المشهد الفني العالمي هذا العام، إذ تستضيف أول معرض بينالي دولي يكشف عن جوهر الفنون المعاصرة بمختلف أشكالها في السعودية.
تنطلق فعاليات بينالي الدرعية يوم 11 ديسمبر وتستمر لغاية 11 مارس 2022، ضمن موقعٍ مميز في حي جاكس بالدرعية في الرياض.
تم إعادة تصميم وتطوير حي جاكس الذي يضم أكثر من 100 مستودع تم تجديدها، لتوفير مساحة فنية مخصصة تحتضن معرض بينالي الدرعية للفن المعاصر، ولتصبح المنطقة المرجعية للفنون والثقافة في المملكة مع مجموعة مساحات للعرض واستوديوهات للفنانين ومعارض فنية ومنصات مجتعية.
يعزز المعرض الفني الدولي من مكانة المملكة العربية السعودية بوصفها مركزاً ثقافياً رئيسياً إقليمياً ودولياً، كما سيوثق لحظة تاريخية في تعزيز الحوار الفني والثقافي وأواصر الترابط بين المجتمعات الثقافية والإبداعية في المملكة وعالم الفن الدولي.
تحمل الدورة الأولى عنوان “تتبع الحجارة”، المستوحى من المقولة الشهيرة “عبور النهر من خلال تتبّع الحجارة”. بعبارة أخرى، يحتفل هذا البينالي الدولي بالتغيير عبر الفن.
يشارك في المعرض الدولي ما يقارب 70 فناناً عالمياً ومحلياً، أكثر من ثلثهم من المملكة العربية السعودية.
يبرز اسم مها الملوح من بين الفنانين السعوديين المشاركين، التي تستكشف أعمالها الفنية العولمة والاستهلاكية في المملكة العربية السعودية. مدفوعة بشغفها في التجمعات المفرطة لأشياء شائعة الاستخدام، عرضت مرة 233 مقلاة قديمة فوق بعضها البعض في معرض ساتشي في لندن. ورغم غرابة الموضوع، إلا أنّ النتيجة الفنية كانت جميلة، لذلك لن نتفاجئ إن استعملت مها في عملها الفني في البينالي أشياء مماثلة مستوحاة من طبيعة الحياة السعودية.
في حين سيقدّم مواطنها عمر عبد الجواد شيئاً مغايراً تماماً، من عالم التصميم والفن المعماري.
الهدف الأساسي من أعماله الفنية هو إحداث تغيير اجتماعي والابتعاد عن التقليدية. كما يعرف عُمر بميله إلى التجارب الهندسية، وهذا ما يشاركه فيه فنانة سعودية تشارك أيضاً في بينالي الدرعية للفن المعاصر، وهي دانية الصالح.
ترى دانية في الهندسة وسيلة متقدّمة للتواصل، إلى جانب كونها تمثيل واقعي لبرامج الكمبيوتر. تعمل أيضاً في أعمالها الفنية على استخدام المبادئ الفنية الإسلامية التقليدية والأشياء لتصوّر الموضوعات المعاصرة.
تسجّل الفنانة السعودية سارة ابراهيم مشاركتها كأصغر فنانة في البينالي بعمر 29 عاماً. تجمع سارة بين فن الأداء والفيديو والتصوير والصوت والتركيبات في أعمالها الفنية. نترقب بشوق مشاركتها في بينالي الدرعية للفن المعاصر، إذ من المؤكد أنّها ستكون فريدة من نوعها ومختلفة عن المشاركات الأخرى.
بمعزلٍ عن الفنانين السعوديين،
يشارك في البينالي مجموعة مميزة من الأسماء العالمية، مثل تافاريس ستراشان. يجمع الفنان من البهاما بين السياسة والفن والعلوم في أعماله الفنية، حتّى أنّه يرسل رسائل سياسية بالخط العريض في أعماله. لنرى ماذا سيجلبه إلى بينالي الدرعية للفن المعاصر.
احرصوا أيضاً على الاطلاع على أعمال وولفجانج لايب من ألمانيا، والذي لا نعتقد أنّكم ستفوتون رؤية في جميع الأحوال. في عام 2013 ضمن مشاركته في معرضٍ فني في نيويورك، قام بملء البهو الرئيسي بحبوب البندق لإيصال رسالته في التعامل مع النقاء. لا يسعنا الانتظار لمشاهدة عمله الفني في الدرعية هذا الشهر.
11 ديسمبر – 11 مارس. حي جاكس، الدرعية،
www.instagram.com/biennale_sa