مرّ وقتٌ طويل منذ آخر فيلم لجين كامبيون. ويشكّل فيلمها الجديد The Power Of The Dog تحفةً فنية رائعة وعودةً قوية إلى عالم السينما، إذ برأينا هو أحد أفضل الأفلام في مسيرتها المهنية.
تتميز أفلامها بالغموض الذي يأخذ المشاهدين إلى عالمٍ فريد مليء بالشخصيات الغريبة والأحداث غير المتوقعة.
تدور أحداث فيلم ذا باور اوف ذا دوج في عشرينيات القرن الماضي ضمن بلدةٍ صغيرة من ولاية مونتانا محاطة بالتلال الرملية والجبال. حيث تتطور الحبكة الدرامية ضمن هذا العالم الصغير المؤلف من مزرعةٍ واحدة ومطعمٍ واحد وقطيع من الأبقار.
تعود ملكية المزرعة للأخوين فيل (بينديكت كومبرباتش) وجورج (جيسي بليمونز). ويتميز جورج بملابسه الأنيقة وطموحاته النبيلة وعلاقاته الجيدة مع كبار الشخصيات في المدينة. بينما يظهر فيل كراعي بقرٍ متجهمٍ ومتنمر ومحبّ للشجار لا يهتم سوى بالعمل في المزرعة وبالسراج الذي يعود لمرشده برونكو هينري.
ويختلف جورج عن فيل في علاقاته الاجتماعية وميله للعزلة. حيث يتزوج من روز (كيرستن دانست)، مالكة المطعم والتي تنتقل هي وابنها إلى منزل العائلة. ويبدأ فيل بمضايقة روز، متهماً إياها بالجشع وحب المال، بينما يسخر من ابنها بسبب تصرفاته الخجولة التي يعتبرها سلوكاً غير رجولي.
ويتميز السرد القصصي لكامبيون بالبناء الدرامي المتقن والتركيز على النساء في المجتمع الذكوري.
ويتمحور الفيلم حول تأثير المجتمع الذكوري على روز وفيل وبيتر بطرقٍ مختلفةٍ ومؤذية.
حيث تروي كل قصة من قصصهم بعنايةٍ شديدة. وتضع ثقتها بطاقم العمل من الممثلين الرائعينلتجسيد الأبعاد العميقة للشخصيات التي يؤدونها بأقلّ قدرٍ من الحوارات الممكنة. وتأتي هذه الثقة في مكانها مع فريق العمل الاستثنائي.
وتكشف كامبيون عن شخصياتها ببطء لتُظهر التفاصيل الحاسمة التي كان ينبغي أن نراها طوال الوقت بمهارةٍ تجعلنا نرغب بتكرار المشاهد.
ويبرز فيلم ذا باور اوف ذا دوج كنجاحٍ كبير، يجعلنا نتحمس لحضور فيلم كامبيون القادم الذي نتمنى ألا يكون بعيداً.