لطالما كان هناك الكثير من أفلام التشويق والإثارة التي تطغى على مشاهدها الإضاءة الداكنة والمعتمة وتجري أحداثها في أنحاء المدينة الغامضة ويتعرض أبطالها للمخاطر ضمن قالبٍ عصري.
ولكن ماذا يحدث عندما يتم تقديم مثل هذا النوع الساخر من الأفلام في صورة مبسطة لرواد السينما في العصر الحديث؟
تكون النتيجة فيلم Nightmare Alley، وهو عمل ممتع بحبكة ذكية تركز على الدهاء والمكر عوضاً عن القيم الأخلاقية، وهو إعادة اقتباس لرواية ظهرت على الشاشة في عام 1947 من بطولة تيرون باور، إلا أن نسخة ديل تورو هي عبارة عن حكاية أخلاقية تغوص في عالم من الخداع.
يروي فيلم نايتمير آلي حكاية المخادع المنعزل (برادلي كوبر) الذي يحضر حفلة في معرض متنقل لصرف انتباه الغرب الأوسط عن مخاوف الحرب والفقر، وسرعان ما يجد المتسكع سريع البديهة الكثير من الفرص للمشاركة في مقالب وأعمال من الخداع.
وعلى عكس الممثل باور الذي تبنى الشخصية بشكل كامل، يقدم كوبر أداء مختلفاً كلياً، حيث يظهر كوبر المزيد من الاحترافية في تجسيد خصال كارلايل السيئة، بدءاً من التقليل من شأن الآخرين وقلة الكلام ووصولاً إلى مهارة الإقناع.
ويقدم فيلم نايتمير آلي العديد من المشاهد القريبة الشيّقة التي تميزه عن نسخة 1947، ولكن على عكس باور، الذي كان أصغر سناً وكان قد تجاوز فترة نجوميته عندما أدى دور البطولة الأول في فيلم نايتمير آلي، يقدم كوبر أداءً واثقاً إلى حد كبير كمتلاعب ماكر مغرم بالكذب والخديعة.
يظهر الفيلم شخصية رجل مستسلم لغرائزه ومعدوم الضمير يبحث عن اقتناص الفرص بشكل مشابه لنسخة 1947. ويتضمن الفيلم مشاهد احتفالية رائعة، مثل لقطات مخيفة لأشخاص من أكلة اللحوم وآخرين متنكرين بأزياء غريبة، وهو ما يضفي لمسة شيّقة بتوقيع ديل تورو ومصممة الإنتاج تمارا ديفيريل.
ويؤدي البطل دوره في الحكاية دون أي شريك أو شعور بالصراع الأخلاقي، فهو يتخذ القرارات السيئة لمجرد أنها أفضل الخيارات المتوفرة.
وهذه هي مقومات الفيلم الناجح الذي يخاطب الجمهور بشكل مباشر، حيث يصحب الفيلم المشاهد في رحلة ممتعة تصور سقوط كارلايل السريع إلى الهاوية.