تشهد سماء المملكة الليلة القمر العملاق في مشهد يأسر الأبصار، حيث سيضيء القمر أفق المدن بحجمه المهيب وسطوعه الأخّاذ، في أول ظهور ضمن سلسلة من ثلاثة أقمار عملاقة متتالية هذا العام.
وفي هذا الشهر، يقترب القمر من الأرض إلى مسافة نحو 356,500 كيلومتر فقط، ما جعله مشهداً نادراً يتيح لعشّاق الفلك فرصة مشاهدة تفاصيل مذهلة لسطح القمر، بما في ذلك الفوهات والتضاريس الجبلية بوضوح مدهش.
ما هو قمر الحصّادين أو القمر العملاق؟
يُعرف قمر الحصّادين (Harvest Moon) بأنه البدر الأقرب إلى الاعتدال الخريفي ، والذي يقع عادة في الفترة ما بين 21 و23 سبتمبر من كل عام. ويتميّز هذا القمر العملاق بسطوعه العالي وارتفاعه المبكر في السماء بعد غروب الشمس مباشرة، ما كان يمنح المزارعين في العصور القديمة ضوءاً إضافياً لتمديد ساعات العمل وجمع المحاصيل في نهاية موسم الزراعة.
ولأن ضوء هذا القمر يستمر لفترات أطول مقارنة ببدر الأشهر الأخرى، فقد أصبح رمزاً للخصوبة والوفرة في الثقافات الزراعية، ويمثل عند كثير من الشعوب مناسبة احتفالية تُكرّم فيها العلاقة بين الإنسان والطبيعة.
إرث أسطوري
يرتبط قمر الحصاد أول القمر العملاق بأساطير قديمة كان المزارعون فيها يعتمدون على ضوئه القويّ لتمديد ساعات العمل وجمع المحاصيل في الليالي المقمرة. وعلى الرغم من تقدّم الزمن، لا يزال كثيرون يشعرون بتلك الصلة القديمة بين القمر والإيقاع الطبيعي للحياة على الأرض.
ليلة السادس من أكتوبر لن تكون مجرد لحظة فلكية، بل احتفال بصريّ خالص يعيد وصل الإنسان بالسماء. ومع اقتراب القمر إلى هذا الحدّ النادر، شعر الملايين حول العالم بدفء الضوء القديم ذاته الذي ألهم الشعراء والعلماء على مرّ العصور.
وفي زمنٍ تُهيمن فيه الشاشات، سيكون القمر العملاق تذكيراً ساحراً بأنّ الجمال الحقيقي لا يزال يسطع فوق رؤوسنا، يزورنا كل شهر بدراً، لكنه في أكتوبر بدا كما لو أنه يهمس: “اقتربوا من الضوء، ولا تنسوا النظر إلى الأعلى”.
تقرأون أيضاً: قائمة 10 مخالفات مترو الرياض يجب على كل راكب معرفتها
