تم الكشف عن لون الدرعية الذي يُجسّد المكانة التاريخية والثقافية للمنطقة، ويُعزّز حضورها على الساحة العالمية. إنه انعكاس بصري لروح المكان وأصالته. بلونه الذهبي الدافئ، يستحضر عبق الطين وأشعة الشمس التي لطالما ارتبطت بملامح الدرعية، مهد الدولة السعودية الأولى.
ويمثّل اللون هوية تتجاوز الشكل، ليروي حكاية المكان وتاريخه المعماري والثقافي العريق، في إطار يجمع بين الرمزية الجمالية والرؤية المستقبلية.

وكشف عن لون الدرعية رسمياً خلال حدث خاص نظّمته شركة الدرعية بالتعاون مع شركة بانتون العالمية، إحدى أبرز الجهات العالمية المتخصصة في الألوان. جاء هذا الإطلاق ثمرة شراكة استراتيجية تهدف إلى توثيق هوية الدرعية من خلال لون مستوحى من الطين اللبن الذي بُنيت به معالم حي الطريف التاريخي، في مزيج فريد من عناصر الطبيعة المحلية والتصميم العالمي. ويُعد اللون الجديد جزءاً من جهود أوسع لتعزيز الهوية البصرية للمشروع، والتأكيد على مكانة الدرعية كرمز ثقافي وسياحي عالمي ينبض بالأصالة.
ويمثل هذا الإعلان دفعة جديدة نحو تعزيز مكانة الدرعية كوجهة ثقافية وسياحية عالمية، ويصب ضمن أهداف رؤية 2030 بالوصول إلى 50 مليون زيارة سنوياً.
أبعاد “درعية تان”

ويعكس هذا اللون الجديد، المعروف باسم “درعية تان”، مزيجاً فنياً دقيقاً مستوحى من الطوب اللبن الذي بُنيت به قصور حي الطريف الشهير.
وقد جُمعت مواد اللون من 15 مورداً طبيعياً مختلفاً داخل السعودية، ما يمنحه بعداً بيئياً وثقافياً فريداً. ولا يكتفي هذا اللون بتوثيق الماضي، بل يُبرز رؤية المملكة المستقبلية في الجمع بين الأصالة والتجديد.
قد يهمكم : موسم الدرعية 2024 – 2025: الدليل الكامل
لون الدرعية مستوحى من الطين والضوء

وصرّح جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية، بأن “لون الدرعية” يمثل تجسيداً بصرياً لهوية الشعب السعودي وإرثه، وقال:
“هذا اللون سيكون عنصراً أساسياً في التصميم العمراني والمعماري للدرعية، ويُشكّل رابطاً عاطفياً مع الزوار، ومصدر إلهام في مختلف أصولنا الممتدة من شرفة البجيري إلى فندق باب سمحان.”
في المقابل، أوضحت لوري بريسمان ، نائب رئيس معهد بانتون، أن لون الدرعية يكرّم تاريخ المملكة من خلال محاكاة المظهر الطبيعي للجدران الطينية المضاءة بأشعة الشمس الذهبية، كما يُعبّر عن رؤية مستقبلية تجعل من الدرعية منارة للمعرفة والإبداع، ومركزًا عالميًا يُلهم الشباب.
ويُعد “لون الدرعية” حجر أساس في المشروع التاريخي الذي يمتد على 14 كيلومتراً مربعاً، ويضم أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، 40 فندقاً فاخراً، 9 متاحف، و10 مواقع ثقافية، إلى جانب منشآت تعليمية ورياضية وترفيهية. ويهدف المشروع إلى تحويل الدرعية إلى عاصمة ثقافية عالمية تجمع الماضي بالحاضر تحت مظلة رؤية 2030.
واستُلهم اللون من المشهد البصري الذي تخلقه أشعة الشمس عندما ترتطم بجدران حي الطريف في لحظة غروب، فتُظهر ملمس الطين وعمق ألوانه بطريقة نابضة بالحياة. وهو ما جعل فريق الألوان في بانتون يختار هذه الدرجة الفريدة لتكون لغة بصرية تحكي قصة المملكة بلون واحد.
أهمية حي الطريف في الدرعية
ويقع حي الطريف في قلب مدينة الدرعية، ويُعد أحد أبرز المعالم التراثية في المملكة العربية السعودية، لما يحمله من رمزية سياسية وثقافية وتاريخية عميقة. تأسس في القرن الثامن عشر، وكان مقراً لحكم الدولة السعودية الأولى، حيث يضم قصوراً ومباني إدارية شُيّدت بأسلوب العمارة النجدية باستخدام الطين اللبن المستخرج من البيئة المحلية. وقد ساهم هذا الطراز المعماري في تشكيل هوية بصرية أصيلة للدرعية لا تزال حاضرة حتى اليوم.
ويعكس لون الدرعية أهمية حي الطريف في كونه شاهداً حياً على بدايات التأسيس السياسي والاجتماعي للمملكة، ويضم عدداً من المتاحف والقصور التي تستعرض تاريخ الدولة السعودية، مثل قصر سلوى وقصر الضيافة. كما أن إدراجه ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2010 جعله مركزاً عالمياً للثقافة والمعرفة. وتمثّل الطريف روح الدرعية، وامتداداً لرؤية تُكرّم الماضي وتبني للمستقبل.
“لون الدرعية” يعكس لغة تصميم، ورمز وطني، وجسر بين عراقة الأرض وطموح المستقبل.