لا أدري إن كان هذا يحدث معي فقط أو أنّه أمرٌ شائع، إلا أنّني كلّما سمعت أو قرأت اسم هذه المملكة الساحرة، أجد نفسي غارقةً في عالمٍ غامض، تستقبلني على أبوابه ابتساماتٌ عريضة وتحيّة عربية أصيلة، أضيع بين أسواقه التقليدية وأمتّع ناظريّ بألوان بيوته الزاهية، عالمٌ تفوح منه رائحة التوابل الزكيّة وتنتشر في جنباته الحمامات التقليدية، تقودني الجمال فيه إلى صحراءٍ لا نهائية، وتضعني الثلوج على هامات قممه، عالمٌ ينضح بالأصالة والعراقة والفن والثقافة، عالمٌ لا تكفي زيارة وحيدة لكشف أسراره الغامضة أو قراءة حكاياته العتيقة، فنصيحةٌ مني اتركوا خيالكم يسرح وسافروا معنا إلى المغرب…
أماكن تستحق الزيارة
مراكش
من اللحظة التي تصل فيها إلى هذه المدينة الزاهية، أي إحساسٍ بالاتجاهات والوقت والزمان سيفلت منك من دون رجعة، ولن يهمك هذا في شيء، ففيها من الأماكن والتسالي ما يزيغ البصر ويُرهق القدم، من السحرة والمشعوذين الذي يملؤون الساحات، إلى المحال التي تبيع كلّ ما يخطر على بال. أي زيارة إليها لن تكون كاملة من دون المرور بميدان دجيما الفنا بطقوسه الخاصة المميزة، فيه تطير ببساطٍ من الخيال إلى عالم الحكايا والروايات حالما ترى الناس متجمعة لمشاهدة الألعاب البهلوانية وعزف الطبول والمزمار والراقصين والقصاصين،0 كما تمتلئ مراكش بالمعالم التاريخية والآثار القديمة التي لا غنى عن رؤيتها.
الدار البيضاء
بخلاف غيرها من المدن المغربية الغامضة، تضعك عروس المحيط هذه على أرض الواقع من جديد، تُعرف بكازابلانكا، وتعدّ أكبر مدن المغرب بلا منازع، وتحفل بالكثير من فرص الترفيه والرياضة والاستجمام والتسوق والتجوال وتناول أشهى الأطعمة، وتحفل العاصمة الاقتصادية للمغرب، بالميادين الحافلة بالحركة والحيوية والحدائق العامة والنوافير الجميلة والمباني التقليدية والحديثة، وهي مدينة بديعة تجتمع فيها الثقافة والتاريخ والهندسة المعمارية ضمن أسلوب فريدٍ مميّز.
فاس
قد تكون مراكش هي ملكة المغرب الحالية، والدار البيضاء هي العاصمة الاقتصادية، إلا أنّ سكان فاس ينامون كلّ ليلة وهم يعرفون أنّ مدينتهم هي القلب الحقيقي للمملكة، تعتبر فاس من أهم العواصم الثقافية على صعيد بلدان العالم العربي والإسلامي وعلى الصعيد العالمي أيضاً، وذلك بالنظر إلى مخزونها الثقافي والتراث العريض، هذا التراث الذي تراكم طيلة المراحل والقرون، والذي يعتبر بحق مرآة تعكس ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
نصائح للزوار
توجّهوا إلى الصحراء
تعتبر السياحة الصحراوية المنافس الأول لسياحة المدن العتيقة في المغرب، اتجهوا نحو الصحراء وغوصوا بين قصبات الجنوب وواحات النخيل وكثبان الرمال والوديان الجافة، واذهبوا في رحلاتٍ طويلة على متن الجمال وتزلّجوا على الكثبان الرملية وعيشوا مغامرة من نوعٍ آخر.
استرخوا في الحمامات
ذاع صيت الحمامات المغربية وانتشر، وعلى الرغم من وجودها هنا، إلا أنّ تجربتها في بلدها الأصل ضرورة لا غنى عنها، فيها تشعر بأنّك قد ولدت من جديد، بروحٍ نضرة واشراقة كبيرة، حتّى أنّ الأشياء من حولك تراها أجمل وبألوانٍ أزهى.
استمتعوا بالمياه
يمتد المغرب على 3500 كيلومتر من الشواطئ، ثلثها على البحر الأبيض المتوسط، والبقية على المحيط والأطلسي، تحتار ما تقوم وتفعل على هذه الشواطئ من إبحار وسباحة ونشاطات واسترخاء تحت أشعة الشمس الذهبية.
أماكن الإقامة
فندق دار حنان
يعدّ واحة من الراحة والجمال في قلب مراكش الصاخبة، يمتلئ فناءه بالأشجار والأزهار، ويُشكّل بغرفه الساحرة ومطعمه الرائع وجهة مثالية لإقامة فريدة من نوعها.
فندق ترانس أتلانتيك
يأخذ مكانه في واحدة من أجمل مناطق الدار البيضاء، ويتميّز بديكورٍ جميل موضوعٍ بعناية، وفناءٍ كبير مثالي للراحة والاسترخاء، كما يوجد فيه نادي ليلي.
فندق رياض شهرزاد
شهرزاد نفسها كانت ستتمنى الإقامة في هذا الفندق الذي يتربّع بكلّ جمال في ساحة فنادق فاس، يتميّز بغرفة فسيحة غاية في الجمال والروعة، وبحديقة من النخيل وبحوض سباحة شفاف.